مؤسسة آفاق للدراسات والتدريب

كيف تمول الجزائر دول مجاورة؟

أهمية السعر الحقيقي
لن يكون هناك تطور اقتصادي ما لم يتم اصلاح وضع الأسعار في الجزائر..
كل برنامج اقتصادي لا يتضمن اصلاح الأسعار فهو برنامج مآله الفشل
أهم شيء في الاقتصاد هو السعر الذي يجب ان يكون حقيقيا ومعبرا عن العلاقات الاقتصادية الحقيقية من تكلفة ومصاريف وارباح.. وليس سعرا سياسيا..
يجب ان يكون هناك سعر حقيقي للخبز ولصرف العملة وسعر حقيقي للرواتب وسعر حقيقي للكهرباء وسعر حقيقي للحليب اي شيء يجب ان يسعر بسعره الحقيقي..
كل تلاعب بالسعر يؤدي الى اختلال نظام العلاقات بين الناس والى نزيف غير طبيعي للعملة الصعبة.. والنتيجة هي انهيار الدورة الاقتصادية.. الأسعار هي نظام معلومات نظام لقياس قيمة ما هو موجود من سلع ومنتجات وخدمات.. فاذا كانت وحدة القياس فيها اخطاء تكون العملية كلها مضطربة..

مثال تهريب السلع الى دول مجاورة

ربما الناس لا يعرفون ان التونسي يشتري البضاعة من الجزائر التي يشتريها الجزائري من الخارج وتكون تكلفتها على التونسي اقل سعرا من شرائها من المصدر
لناخذ مثالا عمليا:
سعر الصرف الرسمي
1 دولار = 2.85 دينار تونسي (الرسمي)
1 دولار = 120 دينار جزائري (الرسمي)
1 دينار تونسي = 74 دينار جزائري (غير رسمي سعر غير صحيح)
هناك بضاعة في الصين تباع 10000 دولار
من مصلحة التونسي ان يشتريها من الجزائر لأن ثمنها في الجزائر أرخص من ثمنها من الصين من عند المصنع الأصلي الذي قام بتصنيعها
كيف
الجزائري يشتري البضاعة من الصين يدفع 1.2 مليون دينار (120 مليون سنتيم)
البنك الجزائري ياخذ من اموال النفط ويحول للصيني 10 آلاف دولار..
المصنع الصيني اخذ حقه كاملا بلا نقصان
لماذا يشتريها التونسي من الجزائر وتكون ارخص من الصين
هذا هو السر الأعظم.. سنكتشف ببساطة كيف تقوم الجزائر بالصدقات الدولية على حساب استقرار الاقتصاد المحلي
لو يقوم التونسي بشراءء البضاعة من الصين فستكلفه 28500 دينار تونسي
ينتظر زميله الجزائري يستورها فتصل الجزائر بثمن 1.2 مليون دينار جزائري
هنا يدخل سعر مزيف الى المشهد السعر الذي يتم به سرقة اموال النفط
سعر صرف الدينار التونسي في السوق السوداء هو: 1دت = 74 دينار جزائري
نفس البضاعة يشتريها التونسي من الجزائري فتكلفة 1.2 م د / 74 = 16216 د تونسي
ربح التونسي
28500 دينار تونسي – 16216 = 12284 أي نسبة 44%
التونسي يشتريها من الجزائر فتكون تكلفتها أرخص من شرائها من الصين بالنسبة له
كم خرج من دولار من الجزائر لتمويل الاقتصاد التونسي.. خرج حوالي 4310 دولار
يعني من كل مليار دولار تدفعه الجزائر من مداخيل النفط اذا تم تهريبه لتونس فان تونس تستفيد 400 مليون دولار مقارنة مع شرائه من الخارج..
نفس المثال الحالي عن تونس كان في الثمانينات بين الجزائر وليبيا
كان الاقتصاد الليبي يمول الاقتصاد الجزائري حيث كان المهربون الجزائريون يشترون السلع التايوانية والهونكونكية من ليبيا اجهزة الفيديو والراديو والكاسيت والتلفزيون الملون ارخص من شرائها من المصدر مباشرة
بل كان التجار الليبيون يشترون من اجل ان يبيعوا للجزائر المتعطشة للسلع ولذلك ظهرت اسواق الليل اسواق التي تبيع السلع المهربة
التهريب لن يتوقف لان هناك مستفيد..
متى يصبح التهريب مستحيلا لما تكون الأسعار في الجزائر حقيقية بداية من سعر الصرف الى سعر المنتجات الى الرواتب.. هنا لن يكون هناك تهريب ولا اي شيء..
اقتصاديا على المدى البعيد حتى الاقتصاد التونسي يتاثر.. لان التهريب يلبي حاجات محدودة ولكنه يفسد على المستوردين الحقيقيين في تونس.. فكلما تدخل بضاعة التهريب من الجزائر كلما تتاثر اعمال التجار الحقيقيين في تونس.. لان هناك جزء من السلع دخل الى تونس باسعار غير حقيقية ينافسهم سلعهم بالاسعار الحقيقية
فالكارثة مزدوجة.. التخريب هنا وهناك
(الأرقام هناك مطلقة وليس حسابا دقيقيا)

المصدر: مدونة رياض حاوي

عماد تاج الدين

تعليق