مؤسسة آفاق للدراسات والتدريب

الفساد.. والبيروقراطية

رياض حاوي

قضيت بعض الوقت مع هذا الكتاب، وهو يتناول جملة افكار حولة اشكالية الفساد بداية من التعريف
الى دراسة الأسباب وأخيرا بعض الحلول والتجارب، وما لفت انتباهي هو الاجماع على تعريف واحد
الفساد هو استغلال منصب حكومي للمنفعة الشخصية دون وجه حق. البيروقراطي لا يفهم أن راتبه يأتي من المجتمع عبر الضرائب من أجل خدمته وليس من أجل ايذاء المجتمع والاعتداء عليه.

بداهة
لا يمكنك ان تقدم رشوة لعمي احمد البقال حتى يعطيك احسن بسكوت او افضل حليب.. يكفي أن تدفع ثمن ما تريد وتأخذ.. ولا معنى لان تعطي رشوة لطبيب يعمل في عيادته الخاصة بخلاف موظف يعمل في قطاع عام.
“الفساد يبدأ من استغلال مناف للقانون للمنصب” هذا هو التعريف العالمي.

ميخائيل ساكاشفيلي الذي أصبح رئيساً لجورجيا بعد ثورة الزهور.

 

في جورجيا وبعد الثورة البرتقالية او الوردية سنة 2003 كان ترتيبها في مؤشر الفساد 133 وتحسن الى 46 سنة 2017 ذلك ان الرئيس الجورجي الذي استلم الرئاسة بعد الثورة قام بتسريح 60٪؜ من طاقم الشرطة في حدود 25 الف شرطي.. لأن كثير من رجال الشرطة لا يفهمون أن راتبهم يأتي من المجتمع وليس من الدولة ودورهم هو خدمة المجتمع.

المسألة أكثر من واضحة لمواجهة غول الفساد
تقليص عمل الحكومة وتقليص مجال حركة البيروقراطيين حتى لا يؤذوا المجتمع. كل عمل يستطيع أن يقوم به المجتمع يجب ان ينزع من يدي الدولة، تقليص طاقم القطاع العام إلى الحد الفعال ورفع رواتب من تبقى منهم، إلغاء العقد الدائم في القطاع العام بناء على مبدأ المساواة في المخاطر، إلغاء القانون الإداري الموروث من المنظومة القانونية الفرنسية وإخضاع المخالفة الإدارية الى التقاضي العام، تبسيط الإجراءات الإدارية وتوسيع الاستعمال الإلكتروني للوثائق مثل تجربة البطاقة الوطنية وجواز السفر في الجزائر التي تعتبر تجربة جيدة حيث يقل التعسف ضد المواطن.. وقد حدثني مواطن من دولة ثانية كيف يأخذ إصدار جواز السفر سنة وهناك عناصر تعمل في دوائر الحكومة مهمتها تسهيل الاجراءات عبر الرشاوي،  تجربة إصدار البطاقة الوطنية وجواز السفر تعتبر خطوة جيدة كل ما تحتاجه هو تعميمها على دوائر اخرى.. مثل تأسيس شركة باستعمال الرقم الوطني بنفس طريقة إصدار الجواز
عناية خاصة بجهاز الشرطة عبر تحسين الرواتب مع تقليص العدد. جهاز الشرطة حساس ومهم وهو الذي يستطيع بث السكينة في المجتمع التي تنعكس على الحياة العامة وتظهر أثارها في أمن الناس الذي ينعكس على انتعاش الاقتصاد خاصة قطاع الخدمات الذي يشكل في كثير من الدول نسبة تفوق حتى الزراعة، لدي وقفات أخرى مع الكتاب ان شاء الله.

المصدر: مدونة الأستاذ رياض حاوي.

عماد تاج الدين

تعليق